مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/20/2021 10:20:00 ص

خلق الكون بين العلم والأديان

 خلق الكون بين العلم والأديان


 انطلاقاً من فكرة أن| الخالق| قد أمرنا بأن نسير في| الأرض |وننظر كيف بدأ الخلق، فإن هذا يقودنا إلى ضرورة اتباع| العلم| وما توصّل إليه بغضِّ النظر عن موقفنا منه،

 بمعنى أن نأخذ العلوم بشكلٍ حياديٍ ونبحث فيها حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود،

 فوحده الزمن ووحدها الأدلة العلمية القاطعة والمقنعة هي التي ستوصلنا إلى الحقيقة.

الكون من وجهة النظر العلمية:

أصبحنا نعلم جميعاً بأن أكثر| النظريات العلمية| قبولاً لدى |العلماء| ومعظم الناس حول نشأة الكون هي نظرية| الإنفجار العظيم|، ولكن دعونا نتساءل أولاً:

 ماذا كان يوجد قبل ذلك؟

يقول العلماء المؤيدون لنظرية الإنفجار العظيم بأن| الزمان| و|المكان| لم يكن لهما أي وجود قبل لحظة الإنفجار العظيم،

 وهذا يعني بأن لا شيء كان موجوداً قبلها، 

إذاَ ما الذي انفجر؟ 

كيف تحوّل اللاشيء إلى شيء نتجت عنه كل الأشياء؟

 هل يمكن علمياً تحول الفراغ إلى مادة أو إلى طاقة؟

 هذا لا يبدو منطقياً أبداً.....


ولذلك يعتقد الكثير من| رجال الدين| بأن نظرية الإنفجار العظيم لا تنفي وجود الخالق بل تؤكده،

 فلابد من وجود موجدٍ ما أوجد الشيء أو الأشياء التي انفجرت ضمن ذلك الحيّز الضيّق جداً من الفضاء وأخذت تتوسع وتتمدد حتى نشأ عنها كل هذا |الكون| الفسيح.


قوانين جديدة مربكة:

يعتقد فريقٌ من العلماء بأن |المادة| و|الطاقة |يمكن أن تنشأ من العدم، خاصةً بعد اكتشاف |قوانين الكم| (الكوانتم) التي تأكدت صحتها بما لا يقبل الشك رغم أنها غريبة وغير منطقية فهي تخالف ما اعتدنا على فهمه و تصديقه

 فقد تبين بأن| القوانين الفيزيائية| التي نعرفها لا تنطبق على الجسيمات الصغيرة جداً التي تكوّن |الذرات|، وكذلك تبين بأن بعض الجسيمات تستطيع أن توجد في مكانين مختلفين بنفس الوقت 

وبأن تلك الجسيمات تمتلك خاصية غير مفهومة تمكّنها من التواصل مع بعضها وتبادل المعلومات بشكلٍ لحظي مهما كانت المسافة بينها و كأنها لا تعترف بالزمن، كل تلك المفارقات الغريبة التي تخالف منطقنا جعلت بعض الباحثين يسعون جاهدين لمعرفة ما الذي يحدث على مستوى الجسيمات الدقيقة، 

ولكن كل ذلك لا ينفي وجود الخالق فمهما كانت القوانين التي تحكم عالم الكم 


فيبقى من يسأل من أين جاءت تلك القوانين؟ 

هل يُعقل أن تكون نشأت بالصدفة أو حسب مبدأ الاحتمالات فقط؟

يرى| العلماء| بأن كل شيء ممكن في عالم الكم، فالشيء قد ينتج من لا شيء، والشيء قد يظهر ويختفي فجأةً، كما قد يتواجد في مكانين مختلفين بنفس الوقت،

 وقد تأكدوا من ذلك فعلاً بما يخص| الإلكترونات| حتى أصبح مفهومنا عن الإلكترونات بأنها ليست مجرد جسيمات تدور حول النواة بل هي أشبه بسحابة تغلّف النواة بحيث لا يمكن تحديد مكان وسرعة الإلكترون في نفس الوقت،

 كما تبين بالتجربة بأن الإلكترون يستطيع الإنتقال من مداره حول النواة إلى مدارٍ آخر بشكلٍ لحظيٍ ودون أن يقطع المسافة بين المدارين فكأنه يختفي من مداره ويظهر في المدار الآخر.

كل ذلك هو مجرد مشاهدات وحقائق تم إثباتها، 

ولكن فهمها وتفسيرها أمرٌ آخر لا زال يلفّه الكثير من الغموض،

 ولكن يجب أن نتذكر بأن عدم فهمنا لأية حقيقة لا يعني بأنها ليست حقيقة، فالحقيقة تبقى حقيقة سواءٌ فهمناها وفسرناها أم لا.

اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.